؛منتدى قادة الخير؛..المشرف العام؛؛أيوب الأيوبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المستوى جذع مشترك قائمة الدروس التربية الإسلامية

اذهب الى الأسفل

المستوى جذع مشترك قائمة الدروس التربية الإسلامية Empty المستوى جذع مشترك قائمة الدروس التربية الإسلامية

مُساهمة  Admin الإثنين 19 أكتوبر 2009, 13:18

الخصائص العامة الإسلام : العالمية والتوازن و الإعتدال

III : الأحكام الشرعية

بعثة الله تعالى نبيه الكريم الى الناس كافة و الأمر باتباعه عز وجل واتباع أمر رسوله .

- حث الرسول (ص) أمة على القصد في العبادة وتجنب الخلو في الدين .




VII : التحليل :

العالمية :

المحور الأول : أهمية عالمية الإسلام .:

أرسل الله تعالى رسوله "ص" بالإسلام رحمة للعالمين و هداية للناس أجمعين لا فرق بين عربي أو عجميأبيض أو أسود الا بالتقوى قال الله تعالى في سورة الأنبياء .

الآية 106 (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين )

وقال سبحانه في سورة الحجرات الآية 13 عشر (إن أكرمكم عند الله أتقاكم ). وسيرة الرسول الى الناس جميعا مثال حي لتجلى خاصية العالم ية .

وذلك بتوجيه الدعوة الإسلامية الى رؤساء وملوك عصره .



محور الثاني : : مظاهر عالمية الإسلام .

إن الدين الإسلامي قد اكتمل بختم الرسالة السابقة ونسخها بالرسالة المحمدية .
إن رسالة الإسلام ربانية إنسانية رحيمة بالناس .
إن الإسلام دين سلام وتسامح يحقق المساواة .
إن رسالة الإسلام خالدة ومتجددة .


المحور الثالث .: مفهوم التوازن و الاعتدال وأهميتها من الاعتدال :

التوازن زديف الاعتدال وقرينه وتعني خاصية التوازن و الاعتدال .

التعامل بين الطرفين متقابلين بحيث لا يطعن أحد على آخر ومن أمثلة ذلك في الكون :

الليل و النهار ، الحرارة و البرودة ، الماء و اليابس .
وفي نظام الإنسان وحياته هناك .:

مطالبالإنسان الجسمية و الروحية . : الدنيوية و الروحية الأخروية و الجماعيةقال الله تعالى في سورة الملك "ما ترى في خلق الرحمة من تفاوت وقال سبحانه" (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ...) سورة البقرة الآية 143.
إن المتأمل في الأحكام الشرعية الإسلامية وقيمها ، سيقف على مظاهر توجسد التوازن و الاعتدال في الحياة ، ومن ذلك ما يلي :

- التوازن و الاعتدال بين العمل و العبادة : قال تعالى في سورة الجمعة الآية العاشرة ( فإذ اقضيت الصلاة فانتشرا واتبعوا من فضل الله ).

التوازن و الاعتدال في كسب وصر المال .
- قال الله تعالى في سورة الإسراء الآية 29 (ولا تجعل يدك مخلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )

التوازنو الاعتدال : بتوزيع وترتيب الوقت بين الحقوق و الواجبات : قال الرسول (ص)أن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حقحقه ) أخرجه البخاري في كتاب الصوم .
التوازن الاعتدالفي مراعاة مصالح الفرد ومصالح الجماعة : فلكل فرد الحرية في الكسب ، بشرطأن لا يعتدي على أملاك الآخرين وحقوقهم ، وله لن يبحى رأيه بكل حرية مل لميطعن في قيم المجتمع و أخلاقه .
- انطلاقا من هذه التوجيهات السامية لا يشعر المسلم بأدنى تعاون بحمله لدينه وعمله لدنياه باعتبارك كل عمل صالح عبادة وذلك منبع قوة سلوكه وأعماله ومفتاح نجاحه في الدنيا و الآخرة .



--------------------------------------------------------------------------------


علاقة الإسلام بالشرائع السماوية السابقة

الأحكام الشرعية

- أمر الله تعالى عباده بتوحيده وعدم الاختلاف في ذلك .

- انزل الله تعالى القرآن على الرسول الكريم وهو رقيب وشهيد على الكتب الصادرة .



مفهوم الشرائع السماوية

مفهوم الشرائع السماوية

الشرائع جمع شريعة وشرعة وهي لغة :

مورد الشارد

والشريعة اصطلاحا كل ما اوحاه الله تعالى من توجيها عقدية و أوامرهم ونواهيوتنبني الشرائع السماوية على محوريين أساسين هما محور العقيدة الذي يهتمبتوحد الله عز وجل وعدم الإشراك به محور التشريعات و الأحكام التفصيليةالتي تهتم بشؤون الحياة الدنيوية .



علاقة الشرائع السماوية بشريعة الإسلام .

- وتتجلى هذه العلاقة فيما يلي :

- أصل الشرائع السماوية ومصدرها واحد هو الله تعالى

- تأكيد الإسلام لبعض ما ورد في التشريعات السابقة مثل الصيام .

- تكملة الإسلام للشرائع السابقة بالإضافة بعض الأحكام الجديدة ، إضافة إلى أن الإسلام تنبني أحكامه على اليسر ورفع الحرج خلافا للشرائع السابقة .



التوجيهات الإسلامية "العاملة " لمعاملة اتباع الشرائع الأخرى

يشهدها المسلمون منذ نزول إلى اليوم على قبول الإسلام معايشة أهل المحل الأخرى على أساس مبدا لا إكراه في الدين

.سورة البقرة وقدوره الله تعالى رسوله الكريم إلى الآية 255 أز مشيئتهتقتضي أن يقسم الناس إلى مؤمن وغير مؤمن إذا لابد من قبول الاختلاف واحترام المخالف .

مميزات الشريعة الإسلامية الخاتمة

- تتميز الشريعة الإسلامية بمميزات مقارنة بالشرائع السابقة وهي كالتالي :

تصديقها وتأكيدها لما سبقها من شرائح .

- هيمنتها على سابقاتها ، حين إن الإسلام رقيب وشهيد عليها ومؤكد ذل لبعض أحكامها ومبطل للبعض الآخر .

- شموليتها بغنى أحكامها وتشريعاتها .

- مرونتها واعتدالها ، وصلاحيتها لكل زمان ومكان .




جدول يوضح مقارنة بين القرآن والتوراة والإنجيل




القرآن
التوراة
الإنجيل

تكفل الله بحفظه قال تعالى
)إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له حافظون [1][1][1](16)(.
أوكل الله حفظه إلى اليهود قال تعالىSmileبما استحفظوا من كتاب الله(.[1][1][1](17)
أوكل الله حفظه إلى النصارى قال تعالىSmileبما استحفظوا من كتاب الله(.

قام الصحابة بكتابته في عهد النبي محمد r
كانت مكتوبة في ألواح في عهد موسى u.
لم تكن مكتوبة في عهد عيسى عليه السلام بل كتبت بعد موته بحوالي35عام

هيأ الله العرب في ذلك الزمن حافظة قوية فيتم الحفظ للبعض بسماع مرةً واحدة فقط.
لم يحفظ منها إلى القليل.
حفظ التلاميذ تعاليم المسيح ولكنهم لم يكبتوها.

يحفظ القرآن اليوم ملايين المسلمين مع كبر حجم القرآن.
لا يوجد حفظة لتوراة موسى لأن موسى u رفض تسليمها لبني إسرائيل وأعطاها لبني لاوى خوفاً من تحريفهم لها [1][1][1](18) .
لا يوجد من يحفظ الإنجيل رغم قلة حجمه.

مات محمد صلى الله عليه وسلم وهو منتصراً مع قومه مما أتاح الفرصة لنشر المصحف وكتابته وحفظة وتعليمه.
مات موسى عليه السلام وقومه يتيهون في الصحراء.
مات عيسى عليه السلام وقومه مضطهدون يقتلون ويحرقون فلم تتح الفرصة لتلاميذه بنشر الإنجيل وتعاليمه.

جميع مخطوطات القرآن متطابقة.
المخطوطات ليست متطابقة.
لا يوجد مخطوطتان متطابقتان كلها مختلفة متناقضة.

نسخ القرآن المطبوعة في العالم متطابقة لا تختلف في حرف واحد.
يوجد للعبرانيين نسخة وللسامريين نسخة والنسخة اليونانية للكاثوليك والأرثوذكس وهذه النسخ تختلف عن بعضها البعض والتوراة تحتوي على تناقضات كثيرة في النسخة الواحدة.
الأناجيل الأربعة تختلف فيما بينها بل وتتناقض نصوص الإنجيل الواحد بعضه بعضاً، بل في الصفحة الواحدة تناقض [1][1][1](19).

سند تلقي الحفظة عن مشايخهم اليوم سنداً متصلاً إلى رب العزة عز وجل.
لا يوجد سند متصل (فعزرا) الذي أعاد كتابة التوراة بينه وبين موسى حوالي1000عام
لا يوجد سند متصل لأن كثير من كتاب الأناجيل لم يسمعوا من المسيح ولم يخبروا من أين استقوا معلوماتهم.

لغة القرآن هي اللغة العربية التي تحدث بها محمد صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى)إنا جعلناه قرآناً عربياً([1][1](20).
كان بين موسى وعزرا(1000)عام وهذا زمن تطور فيه اللغات فليست لغة التوراة هي نفسها لغة موسى uوإن كانت عبرية.
أقدم مخطوطة في الإنجيل باللغة اليونانية وعيسى u تحدث بالآرامية.



أحرقت التوراة زمن نبوخذنصر عام 588ق.م (سفر الملوك الثاني 24-25) وقتل جميع اللاويين حفظة التوراة.
أقر الإنجيل ككتاب مقدس في مجمع نيقية عام 325م بقرار من قسطنطين إمبراطور الرومان الوثني.



أعاد عزرا كتابه التوراة ملفقه من هنا وهناك عام 538ق.م
لم تبدأ كتابة أقدم الأناجيل إلا عام 61م فكانت النتيجة قال تعالىSmileونسوا حظاً مما ذكروا به([1][1](21)



توراة موسى الأصلية قليلة الحجم لذلك أوصى موسى u النبي"يشوع" بكتابتها في جدار المعبد[1][1][1](22) بينما التوراة اليوم تصل إلى ثلاثين سفراً فهي أضعاف مضاعفه لتوراة موسى u .






--------------------------------------------------------------------------------

اليسر ورفع للحرج
الأحكام الشرعية

الإسلام دين يسر ورفع للحرج

اتباع الرسول (ص) لمنهج التسيير في العبادات و المعاملات





1- التحليل :

- تأهيل مفهوم اليسر ورفع الحرج .

- اليسر ورفع الحرج مبدأ إسلامي أصيل في القرآن و السنة .

- اليسر هو السهولة و الرفق و الاعتدال وهو ضد العسر و الحرج .

- و الحرج معناه : الضيق و المشقة الذي ينال الإنسان عند قيامه بحكم من الأحكام الشرعية .

- خلقالله الإنسان وميزه بالعقل عن سائر المخلوقات و أمره باتباع الأحكامالشرعية وهي في مقدوره مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة آية 285 (لايكلف نفسا الا وسعها وعليها ماكتسبت )

- ماخير دين أمرين الا اختار أيسرهما من لم يكن إنما وكان يقول لأصحابه (يسرواولا تعسرو وبشروا ولا تنفروا) أخرجه البخاري في كتاب العلم .

- و الصحابة رضوان الله عليهم الذين تربوا في المدرسة المحمديةكانوا يوجهدون كل شخص ينحرف عن منهج اليسر ورفع الحرج في الإسلام كما ورفع الحرج في الإسلام كما وقع ذاك بين سلمان الفرسي و أي الدردار .



2 : من مظاهر اليسر ورفع الحرج في أحكام الشريعة الإسلامية .

- من مظاهر اليسر في الشريعة الإسلامية ما يلي :

- عدم مأخذة المكلفين في حالة فقدان الإرادة على الفعل وغياب القصد ولذلك قال الرسول (ص)

رفع القلم على ثلاثة : النائم حتى يستيقظ وعن الصبي يشب وعن المعتوه حتى يعقل : أخرجه الترميدي في كتاب الحدود .

وقال الرسول (ص) إن الله تعالى تجاوز عن أمتي الخطأ و النسيان وما استنكره عليه .) اخرجه ابن ماجة في كتاب الطلاق .

- التخفيفمن تكاليف الشرعية في حالة معينة : ومن ذلك ترخيصه في الإفطار خلال شهررمضان للمسافر و المريض و المرأة الحائض و النفساء و الحامل و المرضع .

- إسقاط بعض التكاليف الشرعية وتعويضها بأخرى ومن ذالك تعويض الوضوء بالتيمم عند المرض أو فقدان الماء أو الخوف من المرض المزمن .

- الترخيصبارتكاب بعض المخالفات : كإباحة تناول الميق للمبطل ، وشراب الخمر من اشرفعلى الهلاك ولم يحد ماء لشدة العطش أو النطق بكلمة الكفر من الإقراربالإيمان لمن أكره على ذاك .

- رفعبعض التكاليف الشاقة التي أوجبها الله تعالى على الأمم السابقة : كقتلالنفس لمن أراد التوبة ، أو قطع مكان النجاسة من الثوب للطهارة .


--------------------------------------------------------------------------------

الإيمان بالغيب مفهومه وضرورته







هذا هو الركن الأوّل من أركان الإيمان الستة، وهو أصل باقي الأركان، إنّه الإيمان بالله جلّ جلاله، وذلك بالاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه، إذ هو أظهر من كلّ شيء، وأنّه تعالى متّصف بأفعال الكمال ونعوت الجلال والجمال، وبإثبات أسمائه الحسنى الدالة عليه وعلى صفاته وعلى آثاره في مخلوقاته، وبتنزيهه سبحانه عن كلّ عيب ونقص، وبتوحيده عز وجل وإفراده بالعبادة وعدم الإشراك به.
مقدمات تمهيدية
1. قوة الإنسان الإدراكية:
2. النقص في أجهزة الحس لدينا:
3. حـدود الحواس:
4. العقـل وحدوده:
5. هل هنالك غيب؟
الفقرة الأولى :

قوة الإنسان الإدراكية:
في داخل الإنسان قوة إدراكية كبيرة، ولكن مدركاتها لا تنبع من داخلها، وإنما تأتيها من العالم الخارجي عنها.
ولهذه القوة الإدراكية في الإنسان منافذ تطل منها على العالم الخارجي ألا وهي (الحواس الخمس): حاسة البصر، وحاسة السمع، وحاسة الشم، وحاسة الذوق، وحاسة اللمس، كما لها صلات أخرى تطل منها على عالم النفس، وهي تتمثل بحاسة الانفعالات: كالرضا والغضب، والحب والكراهية… إلخ.
فبمقدار ما تنقل هذه الحواس من حقائق للقوة الإدراكية تستطيع أن تتخيل وتدرك وتحلل وتركب، وتستنتج القواعد العامة، وتقيس الأشباه والنظائر على بعضها، ولا تستطيع شيئاً غير ذلك ولا أكثر من ذلك.
فالعميان مثلاً الذين يولدون وهم فاقدو الأبصار، مهما أوتوا من الذكاء لا يستطيعون أن يتصوروا في مخيلتهم شيئاً عن الألوان، مهما حاولنا أن نقرب لهم ذلك بالتشبيه والتمثيل، حيث لم يسبق لهم أن اتصلوا بإدراك حقيقة أي لون من الألوان عن طريق البصر.
وهكذا سائر العواطف والانفعالات لا نستطيع أن ندرك حقيقتها ما لم نمر بتجربة لها.
النقص في أجهزة الحس لدينا:
وما يدرينا لو مُنحنا بعض حواس أخرى - غير التي هي داخلة في تركيبنا - لاكتشفنا من حولنا أشياء كثيرة هي مغيبة عنا؛ لأننا لا نحس بها.
أليس في الأجهزة التي تقيس درجات الحرارة، والضغط الجوي وغيرها ما يشير إلى نقص كبير في حواسنا ؟!
لقد كان من الممكن عقلاً أن نؤتى الحواس التي ندرك بها ما تحس به هذه الأجهزة، ألن نكون حينئذ أوعى لما حولنا من ما نحن عليه الآن ؟!
فما أكثر نقصنا! على أننا أكمل من غيرنا في الخلق !.

--------------------------------------------------------------------------------

--------------------------------------------------------------------------------

الفقرة الثانية :
النقص في أجهزة الحس لدينا:
وما يدرينا لو مُنحنا بعض حواس أخرى - غير التي هي داخلة في تركيبنا - لاكتشفنا من حولنا أشياء كثيرة هي مغيبة عنا؛ لأننا لا نحس بها.
أليس في الأجهزة التي تقيس درجات الحرارة، والضغط الجوي وغيرها ما يشير إلى نقص كبير في حواسنا ؟!
لقد كان من الممكن عقلاً أن نؤتى الحواس التي ندرك بها ما تحس به هذه الأجهزة، ألن نكون حينئذ أوعى لما حولنا من ما نحن عليه الآن ؟!
فما أكثر نقصنا! على أننا أكمل من غيرنا في الخلق !.
حـدود الحواس:
أما حواسنا التي هي السبيل الوحيد لنا للتعرف على الوجود من حولنا، فهي منافذ قصيرة المدى، محدودة كماً وكيفاً.
وقد اكتشف العلم الحديث أن الفضاء مملوء بالصور التي لا نستطيع أن نشاهدها بأبصارنا؛ لفقد الانسجام والتوافق بين وضعها ووضع أبصارنا، كما أنه مملوء بالأصوات التي هي فوق مستوى سمعنا أو دون مستواه ونحن لا نسمع من ذلك شيئاً؛ إلا أننا استطعنا إدراكها بالآلات الحديثة، ولا يخفى ما يتضمنه الكشف الجديد من الإعلان عن جهلنا في جزمنا السابق وفي إلقائنا الأقوال التي نؤكدها ونجزم بها جزافاً، دون روّية أو عقل نافذ للحقيقة.
وحيث إن حواسنا محدودة كمّاً وكيفاً فلا يصح لنا عقلاً ولا واقعاً أن ننكر أشياء من حقائق الكون -مهما كان نوعها- إنكاراً باتاً قطعياً لمجرد أننا لم نرها، ولم نسمع صوتها ولم نتصل بها بأية حاسة من حواسنا، إلا أن نقيم دليلاً عقلياً وبرهاناً واضحاً يسلم به العقل السليم.
أما الادعاء بأنها غير موجودة لأننا لم نحس بها فذلك أمر ترفضه العقول رفضاً باتاً، كيف لا، ونحن نعلم حقاً -من ألوف التجارب اليومية- أن حواسنا محدودة كمّاً وكيفاً؟! فمن حيث الكمّ، متى تجاوز البعد المسافة التي تسمح لنا بالإحساس ظهر عجز حواسنا بإدراك تلك الأشياء.
وأما من حيث الكيف فلا بد من توفر شروط خاصة لكل حاسة فينا حتى نستطيع أن ندرك بها الأشياء المعروضة على حسّنا، فحاسة البصر فينا مثلاً تحتاج في رؤية الأشياء إلى الضوء، ومتى انعدم الضوء وحلّ الظلام الدامس انعدمت الرؤية تماماً، وكذلك متى صغرت الأشياء المرئية إلى المراتب الدنيا فإننا نعجز عن رؤيتها بالعين المجردة.




الفقرة الثالثة :
الخيال وحدوده:
لدينا في مركب قوة الإدراك زاوية خاصة قادرة على تخيل أشياء غير موجودة أمامنا وفق هذا التركيب التخيلي، لكننا مهما حاولنا أن نتخيل صورة ما من الصور، ومهما سبحنا فيها مع الأوهام الخرافية فإننا لا نستطيع أن نفعل أكثر من أن نضم أجزاء موجودة فعلاً في الكون بعضها إلى بعض، وهذه الأجزاء قد أدركناها فعلاً عن طريق حواسنا، ولكننا بهذا التخيل ضممنا هذه الأجزاء الموجودة بشكل متباعد فتخيلناها على شكل وحدة متماسكة في صورة، ولنضرب لذلك مثلاً صورة خيالية خرافية نحاول أن نتخيلها:
صوت تجسد على شكل حيوان غريب له عشرون جناحاً، جناح من عطور، وآخر من طعوم، وثالث من ورق الشجر، ورابع من ذهب، وهكذا... وله أعين يرى منها في وسط كل جناح، وكل عين عبارة عن بركة من لبن أو عسل أو ماء، وهكذا... ثم بالغ ما شئت في وضع هذه الصورة الخيالية حتى إذا رأيت نفسك قد أغربت وأبدعت، عُد لنحلل لك كل جزء من أجزاء هذه الصورة الخيالية، ثم لنرده إلى أصله من الكون، ولنضعه في مكانه؛ لنريك أنك لم تستطع أن تتخيل أي جزئية من الجزئيات، إلا وقد أدركتها بحاسة من حواسك في شيء من موجودات الكون.
ومن ذلك يستحيل علينا أن نتخيل حقيقة الدار الآخرة وما فيها من صُور، لأننا لم نتصل بأي شيء مما فهيا عن طريق حواسنا.
وعليه فحقيقة الذات الإلهية أبلغ من ذلك، فكيف نستطيع أن نتخيل حقيقة ما لذات الله العظيم الذي لم نتصل بذاته العلية بحاسة من حواسنا؟!
ولذلك قال العقلاء قديماً: (ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك).




الفقرة الرابعة :
العقـل وحدوده:
العقل مقيد بعالم الحس لا عمل له في الحكم على عالم الغيب، ذلك لأن القوة العاقلة فينا التي تجمع بين المصورة والذاكرة والمخيلة والذكاء، تقوم بعملها الجبار في التحليل والتركيب والجمع والتفريق، واستنتاج القواعد العامة والكليات، وقياس الأشباه والنظائر على بعضها، وهذه القوة العاقلة فينا لا تستطيع أبداً أن تصدر أحكامها على مغيبات لم يعرض أمامها شريط مسجل عنها؛ وقد يختلف عالم الغيب عن عالم الحس كل الاختلاف فلا يمكن الحكم عليها بالتشابه، والقاعدة الثابتة عند العلماء: (إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره).
فعالم الغيب لا تستطيع عقولنا أن تحكم على شيء فيه بإثبات أو نفي استقلالاً ذاتياً إلا أن يأتيها خبر يشهد العقل بإمكان وجوده وبصدق ناقله، وعند ذلك تسلم بمضمونه تسليماً تاماً دون مناقشة أو اعتراض.
وحيث إن عالم الحس فينا محدود فالعقل فينا محدود أيضاً من وجهين:
الوجه الأول: محدود بين شيئين هما: الزمان والمكان؛ لذلك يسأل العقل دائماً متى، وأين؟ ولا يستطيع أن يدرك شيئاً خارجاً عن هذين الشيئين.
الوجه الثاني: محدود حينما يعلن عجزه عن التسليم بواحد من احتمالين في الكون لا ثالث لهما.
فمثلاً: يتساءل كل إنسان عاقل بينه وبين نفسه: هل هذا الكون متناهي الحدود أو غير متناهي الحدود؟
فإذا قال لنفسه: انتهى الكون، قال له وهمه: وماذا بعد النهاية؟ وإذا قال لنفسه: الكون لا نهاية له، قال في نفسه: كيف يكون شيء لا نهاية له ؟!
فإذا كان العقل عاجزاً عن الإحاطة الحقيقية بالكون من حوله فهو عن إدراك صورة لحقيقة الأمور الغيبية التي هي وراء المادة أضعف وأعجز.
فكيف بعد ذلك يستطيع هذا العقل المحدود أن يحيط بالله سبحانه ؟! وهو عز وجل غير محدود!!
ومما سبق تتلخص لدينا الحقائق التالية:
أن حواسنا التي هي طرق العلم لدينا محدودة لا تتناول كل شيء موجود.
أن قدرة التخيل فينا محدودة في حدود ما يردنا عن طريق الحواس.
أن عقولنا محدودة لا تستطيع أن تدرك جميع الحقائق الكائنة إدراكاً واضحاً إن اضطرت إلى التسليم بها عقلاً.





الفقرة الخامسة :
هل هنالك غيب؟
كل الأشياء التي اتصلت بها حواسنا في عُرفنا أشياء مادية، لأننا شهدناها شهوداً حسياً، ولا يشك بوجودها إلا فاقد الحس.
غير أن العالم مليء بالأشياء الكثيرة التي لم نتصل بها عن طريق حواسنا ومع ذلك نؤمن بوجودها حقيقة، ونسمي هذه الأشياء بعُرفنا أموراً غيبية؛ أي غائبة عن عالم الحس فينا.
وأن أردت المثال فهاك أقرب مثال إليك: إنها روحك، هذه الأرواح السارية في أجسامنا؛ لا نسمعها، لا نراها، لا نلمسها، لا نبصرها، ومع ذلك فكل عاقل يقطع بوجودها في شخصه، ونحن وإن لم نحس بأرواحنا إحساساً ظاهراً فقد آمنا بها استدلالاً من آثارها فينا، بل علْمنا بها أمر بدهي لا يحتاج إلى دليل.
ذلك أن الاستدلال العقلي أو الشعور الفطري قد يشير إلى وجود شيء غائب عن الحس فيعلم الإنسان بوجوده بداهة، وقد يدرك بعض صفاته بداهة أيضاً، ولكنه لا يستطيع أن يتكهن كيف تكون حقيقته، ولا يصح عقلاً قياس عالم الغيب على العالم المادي المشهود؛ لاحتمال تغايرهما في كل شيء في الماهيات، وفي الصفات الخاصة، وفي الكيفيات ( هذه الفقرة وما سبقها مستفادة بتصرف واختصار من مقدمة كتاب أسس العقيدة الإسلامية لعبد الرحمن الميداني )
يقول وحيد الدين خان: "التجربة والمشاهدة ليستا وسيلتي العلم القطعيتين، والعلم لا ينحصر في الأمور التي شوهدت بالتجربة المباشرة، لقد اخترعنا الكثير من الوسائل والآلات للملاحظة الواسعة النطاق، ولكن الأشياء التي نلاحظها بهذه الوسائل كثيراً ما تكون أموراً سطحية وغير مهمة نسبياً، والذي يطالع العلم الحديث يجد أن أكثر آرائه (تفسير للملاحظات) وأن هذه الآراء لم تجرب مباشرة، ذلك أن بعض الملاحظات تحمل العلماء على الإيمان بوجود بعض الحقائق غير المشاهدة قطعياً، فأي عالم من علماء عصرنا لا يستطيع أن يخطو خطوة دون الاعتماد على ألفاظ مثل: القوة، الطاقة، الطبيعة وقانونها؟ ولا يقدر على تفسير هذه الألفاظ" الإسلام يتحدى

--------------------------------------------------------------------------------

ثمرات الإيمان بالرسل


1- العلم برحمة الله وعنايته بعباده:

2- شكر الله تعالى على هذه النعمة:

3- المحبة والتعظيم للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

قال الله تعالى: لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ [آل عمران:164].


قال ابن كثير: "يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يتلو عليهم آيات الله مبينات، وذم من لم يعرف قدر هذه النعمة فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ [إبراهيم:28]، قال ابن عباس: يعني بنعمة الله محمدا صلى الله عليه وسلم، ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره"[1].

عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: ((يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟! وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟! وعالة فأغناكم الله بي؟!)) كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن[2].

قال ابن حجر: "قوله: ((ألم أجدكم ضلالا)) بالضم والتشديد جمع ضال، والمراد: هنا ضلالة الشرك. وبالهداية الإيمان، وقد رتب صلى الله عليه وسلم ما من الله عليهم على يده من النعم ترتيبا بالغا، فبدأ بنعمة الإيمان التي لا يوازيها شيء من أمر الدنيا، وثنى بنعمة الآلفة وهي أعظم من نعمة المال؛ لأن الأموال تبذل في تحصيلها وقد لا تحصل، وقد كانت الأنصار قبل الهجرة في غاية التنافر والتقاطع لما وقع بينهم من حرب بعاث وغيرها، فزال ذلك كله بالإسلام كما قال الله تعالى: لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلأرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [الأنفال:63]"[3].


2- شكر الله تعالى على هذه النعمة:

قال الله تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِنَا وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:151، 152].

قال ابن كثير: "يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يتلو عليهم آيات الله مبينات، وذم من لم يعرف قدر هذه النعمة فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ قال ابن عباس: يعني بنعمة الله محمدا صلى الله عليه وسلم، ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره ولهذا قال بعدها: فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:152]"[4].


3- المحبة والتعظيم للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

ومن ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل محبتهم وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم لأنهم رسل الله تعالى، ولما قاموا من عبادة الله وتبليغ رسالته والنصح لعباده.

عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين))[5].

قال ابن حجر: "وفي هذا الحديث: إيماء إلى فضيلة التفكر فإن الأحبية المذكورة تعرف به، وذلك أن محبوب الإنسان إما نفسه وإما غيرها.

أما نفسه فهو أن يريد دوام بقائها سالمة من الآفات وهذا هو حقيقة المطلوب، وأما غيرها فإذا حقق الأمر فيه فإنما هو بسبب تحصيل نفع ما على وجوهه المختلفة حالاً ومآلاً، فإذا تأمل النفع الحاصل له من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان إما بالمباشرة وإما بالسبب علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي، وعلم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الانتفاعات، فاستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره؛ لأن النفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره ولكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب استحضار ذلك والغفلة عنه.

ولا شك أن حظ الصحابة رضي الله عنهم من هذا المعنى أتم؛ لأن هذا ثمرة المعرفة وهم بها أعلم"[6].

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلمSad(ثلاثاً من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))[7].

وعن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر)) [8].
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 53
نقاط : 1003
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
العمر : 31
الموقع : www.mnider.c.la

https://kadat-alkhayr.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى